السبت، 1 أغسطس 2015

عن الحياة والحزن

عن الحياة والحزن

الحياة والحزن صنوان، بل ربما كانت الحياة شقيقة الحزن وتوأمه اللصيق، ليس غريبًا ابتداء الإثنين بحرارة حرف الحاء.

لا خلاص من الحزن المُلازم للحياة سوى بالموت، موت الإنسان ينهي حزنه الدائم ويعيره لآخرين أمثاله لم يلحقوا به بعد.

الحزن أبدي لا يفني، إنه فقط يُبدل حال إقامته من قلب لقلب، الحزن يستعار من إنسان لإنسان كما  يستعار الثوب حتى يبلى، ألّا إن الثوب يبلى والحزن لا يبلى مهما طالت أيام إعارته.

الحزن له الدوام أما الفرح فله العبور اللحظي، الفرح هو استغفال الحياة الآني لديمومة الحزن، "خليه غافل عن اللي راح" كما كتب رامي، الفرح هو  غفلة القلب عن الإدراك، وكلما غفل المصريون عن إدراك ترحهم ففرحوا عادوا واستغفروا حزنهم قائلين "خير اللهم اجعله خير".

الحزن ابن الأزل والحياة بنت الوقت، الحزن يخلد أما الحياة فتموت، لكن خلود الحزن نفسه يمنح حياة الموتى بعض الخلود.