الأحد، 1 أكتوبر 2023

رسالة إلى أمل

 

رسالة إلى أمل


ياسر عبد الله


 

بينما أسير في دروب المدينة العجوز

لمحت بائعة الهوى التي تلوّن فمها

بأحمر شفاهِ رخيص

عند الناصية

كان بائع الشاورمة يلملم البقايا

ليعطيها للشحاذ الملتحف بالخرقة

والمهرج يعبر الإشارة

وجهه مُلطخ بلون الدماء

- ترى أكان مهرجًا أم جريح؟-

على الجدار المقابل يقاوم الإستنسل الباهت الطلاء

يبرز منه اسم شهيد

ألاقي أمل وحيدًا

يطلب مني نارًا ليشعل لفافة تبغه

فهي وحدها تعطيه الحب المجاني

في زمن قال فيه الزعيم

"ادفع … ترى العجب"

يقول لي

"ﻻ تصالح

فالجدار قاسِ

عندما يمنع الشروق القادم من ناحية الميدان"*

أقول له

"لم يعلمني أبي الانحناء

وعلمني رفاقي القدامى

أن أحب

حتى عندما أكره

أحب

ما يكرهه من أكرههم"


يا أمل

انهد الجدار القديم

وباﻷمس تشقق الجديد

ثغرة ضئيلة

تسرب منها ضياء وليد

أبانت لي وجوهًا لمحتها ولم أرها

من حسبتها أفرنجية

عرفتها من بنات البلد اﻷصلاء

لولا اللكنة لماست عجبًا في العباءة السوداء

جدل الشوق إلى الحرية بيننا

حبلًا عابرًا للمحيط

لم ننفق العمر كله

وثقبنا الجدار الجديد

أول أكتوبر ٢٠٢٣


* "آه .. ما أقسى الجدار
عندما ينهض فى وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر .. كى ننقب ثغرة
ليمر النور للأجيال .. مرة"

أمل دنقل