الجمعة، 20 أبريل 2018

البحر



حائط هو البحر/ أسمع النوارس تبكي/ إنها تلوح لنا- توماس ترانسترومر

ذلك البحر الذي يحمل ملحًا ورائحة يود عفنة، ربما هي مرارته، وربما هرموناته الذكورية، ينادي بها الصبايا، لتخلعن ما تبقى من لحمهن ويلقين بأنفسهن من فوق الزبد، إلى اليم العميق.

ما بداخل البحر، تلك الزرقة الرمادية، التي تغمره ويغمر بها العالم قبل بزوغ الشمس وبعد الغروب.

هو البحر، مرفأ أخير وهلاك أخير، فرار من الطوفان، وطوفان في الوقت نفسه.

هو البحر يا سيد، كنت تقف كثيرًا على شاطئه وتلوح للشمال حينًا، وللشرق حينًا، وتغني زوروني، زوروني كل سنة مرة، لكن السنوات لم تأتِ ولو لمرة.

هو ذلك البحر الممتد المسافر للبعيد، أهو الإله، أم مخلوق آخر من مخلوقات ذلك الرب المُحير، كل تلك الحيرة بداخل البحر.

كل تلك الأسئلة، ربما لولا أسئلته وحيرته الكبيرة
ربما لما كانت اليابسة.

قفر وخالِ ذلك البحر- ت.س.إليوت
وقبل أن يرى البحر، يحس المسافر بسرعة تدفق في الدم - خ.ل.بورخس

هو البحر، وريح الشتاء تعصف بسطحه، تروح، تروح ولا تعود.
هو ذلك البحر، العاشق الأبدي
المفارق الأبدي
يلثم صخوره في لحظة
ليفارقها في اللحظة التالية.

هو البحر
تشرق عنده الشمس
لتغيب.

أكتوبر ٢٠١٠ 

*التنسيق باستخدام الخط اﻷميري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق