الأحد، 29 يوليو 2012

نهاية العالم يوم الأربعاء


نهاية العالم يوم الأربعاء


(كُتب هذا النص في الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2010)

يبدو الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر ) تاريخًا مميزًا بحيث يمكن للعالم العجيب أن ينتهي فيه، ولا يعرف الكثيرون ممن تصادف حظهم المميز بمصادفات مع هذا اليوم سره، يملك الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) قوة ثلاثية من تثليث للعدد واحد، قوة الثالوث وقوة نحس الرسل تلاميذ المسيح مضاف إليهم يهوذا معًا.

تلك أسطورة شخصية، تنافس ما تم ترويجه من هوليوود مطعم بتأريخ زائف لحضارة المايا عن نهاية محتملة للعالم في 2012، سينتهي العالم، وأقول هذا وأنا في كامل قواي العقلية، في الثالث عشر من الشهر الحادي عشر في العام الثالث عشر من بعد الألفية الثانية، وأعني بالعالم العالم بمجمله، بأكوانه وكواكبه وأحزمة مذنباته ونسائه ورجاله وأحذيته وجواربه ونجمات البورنو ونجمات السينما ومعاجين الحلاقة والأسنان ورباعيات الأرجل وثنائيات الأرجل والزواحف والعوالق والطفيليات والفيروسات والبكتريا، ذلك العالم كله سينتهي لا عالمي الشخصي فقط، فطبقًا لتطبيق متى تموت؟ المتاح على كتاب الوجه، سأموت قبل نهاية العالم، في الثاني عشر من حزيران في السنة الثانية عشر بعد الألفية الثانية، في حادث سيارة في ماساتشوستس الأميركية التي لم أزرها أبدًا وليست هناك أدنى احتمالية لزيارتها في الوقت القريب، لكنه الموت في سامراء ربما، وطبقًا لتقويمي الخاص وهو أصدق سينتهي عالمي الشخصي في الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من السنة الحادية عشر بعد الألفية الثانية، في الساعة الحادية عشر والدقيقة الحادية عشر من صباح ذلك اليوم، بعد أن أكتب منمنة شعرية تحية لهذا اليوم
11-11-2011
في ستة تكرارات لعدد وحيد
تمر مائة عام
للأبد

وسيوافق ذلك التاريخ يوم الجمعة، وهو ما يتماشي مع نبوءة  أنبئتني بها تراتيل والدي لسورة مريم، ولدت يوم الجمعة وسأقضي نحبي في نفس اليوم.

لكن تلك ليست قصتي إنها قصة ذلك الكيان الوهمي رغم حقيقيته، المسمى بالعالم، في يوم الأربعاء الثالث عشر من الشهر الحادي عشر من السنة الثالثة عشرة بعد الألفية الثانية سينتهي ذلك الكيان الوهمي، وهو حلم محتمل لإله ناعس يدعى كتهولهو بحسب هوارد فيلبس لافكرافت ويدعى مانا-يود-سشاي بحسب لورد دنساني في حولياته عن آلهة باغانا، تعينه على النوم نغمات ناي إله أدنى يسمى آزاثوث، ويمكن قراءته آزا تحوت بنسبته لإله الحكمة المصرية والأحلام والذاكرة وكاتب كتاب الخروج إلى النهار تحوت أو دحوتي بحسب إختلاف النطق الديموطيقي ما بين بحيرية وفيومية وقبلية، وفي اليوم المذكور يستيقظ الآله الأبدي النائم وعندها تنتهي الأكوان والعوالم والأفراد فالعالم ماهو إلا حلم واحد وحيد ومن ثم فهو حلم لا أحد بحسب ماثيدونيو فرناندث وبحسبما أرويه عنه من محض ذاكرة خرفة وترجمة خرقاء لإسبانية تعلمت منها كلمات سريعة أثناء مضاجعة سريعة متسرعة لفتاة أرجنتينية من أصل ألماني، تنطق Hola   بتفخيم الهاء وتعظيم المد، وقيل في كتب الرجال عن روايتي أنها ساقطة بحكم زندقتي، تاريخ مكون من تكرارين للرقم ثلاثة عشر وأربعة تكرارات للعدد واحد وتكرارين للثالوث وتثنية واحدة، ويوم زائد يدعى يوم الإربعاء، لم يمنعني ميلاد فتاة بعيدة عني، أحبها دون أن تحبني، فيه من كراهيته، ولم تمنع نسبته للإله اودن كبير الإلهة ورب محكمة الفالهالا من الإحساس بزيادته، ذلك الإحساس المؤكد من تسمية جنس أرقى من النرويجيين والإنكليز معًا، الجنس الجرماني، له بمنتصف الأسبوع Mittwoch.

وليست هذه النبوءة بكاذبة، فهي قائمة على أرقام وتتفادي تفاد تام استخدام الحروف والكلمات، فالنبوءات القائمة على كلمات وأشهرها نبوءات نوستراداموس كاذبة لأنها محض تأويل مفرط، فاللغة كاذبة كاذبة منذ أن تحول الأرنب الأبيض الجميل إلى أربعة حروف.
ذلك أني رأيت فيما يرى النائم الحالم، ولم أكن نائمًا أو محششًا أو شاربًا أو مبنجًا أو مبرشمًا أو ممكستنًا فورتيًا أو مؤكسسًا، رأيت هذه المعادلة على هذه الصورة التنبؤية

حيث n  هي اليوم.

وككل نبوءة تحترم نفسها، كانت النبوءة على صورة المعادلة معنية عناية قصوى وفائقة بإثبات صدقها، ويمكن قراءة تحترم تحتلم وعندها يكون تفسير النبوءة إنها تسمتني ذاتها بذاتها من قبل قضيب كوني مرتخ للأبد، يكون إنتصابه يوم الأربعاء الثالث عشر من الحادي عشر من العام الثالث عشر، ويكون إنتصابه مصدر دمار تام للعالم ناتج عن حيوانات منوية تنبؤية لا قبل لذرات وفروج العالم باستقبالها، لكن ذلك فاصل إعتراضي تفترضه حالة التنبؤ الفيزيائي بما يعنيه ذلك من تصورات رياضية طوبولوجية ناتجة عن تحليل معادلة الخط المستقيم لأكثر من أربعة متغيرات، حيث يصبح الخط المستقيم منحنى لوغاريتم طبيعي يسمى بورقة ديكارت، وهو ما عنى لتلك المعادلة ضروب طويلة من إشتقاق وتعويض جميعها لا تعني أي شيئ، وبهدوء صفعت المعادلة منطقي الرياضي المفترض أن كل كمية متناهية في الصغر مرفوعة لأس مالانهائي تؤول إلى الصفر، ولابد أن تكون كمية ناتجة عن حاصل ضرب ثلاثة عشر في أحدث عشر مقسومة على ألفين وثلاثة عشر  كمية متناهية في الصغر وهو ما يجعل المعادلة صحيحة لأي تعويض، أفحمت المعادلة حصافتي الرياضية بسحرها الرقمني عن خاصية العدد أربعة، كونه ثالوث سلسلة التثنية للعدد أثنان برفعه للأس الصفري ثم الأس الأحادي ثم تثنيته، وهو ما يجعل العدد موحد ومشرك ومثلث في آن واحد، فضلًا عن اشتماله على مربع الأركان وهو تربيع لازم لأي فضاء اقليدي، وهو ما جعل حصافتي الرياضية تضرب في مقتل وتنكتم انكتامًا أعظم من ذلك الناتج عن تركيب كواتم الصوت في أفلام المافيا الهوليودية.

وبالتعويض عن يوم الأربعاء نتج تاريخ اليوم بدقة وبالتفصيل الآتي ذكره على نحو ما أثبته البرهان الرياضي المقترح:

  
1-      اليوم مشمس على كافة الأنحاء، حتى في القطب الجنوبي، وإن كان غائمًا بصورة جزئية ملطفة للرطوبة Partly cloudy على شبه جزيرة إسكنديناوا
2-      يمضي النهار بلا أية حادثة باستثناء تحرير مفاجئ للأراضي المحتلة يحدث بأن يتخلى المحتلون عن ملابسهم ويلقوت بأنفسهم في البحار، وذلك ما يفسره دوران العدد صفر في الحد الأخير من المعادلة.
3-      منتصف النهار يهزم فريق الزمالك برشلونة 12-صفر، ويعلق معلق رياضي قائلًا أن هذا حدث استثنائي يستحق أن يؤرخ به اليوم.
4-      في الساعة الثامنة والدقيقة الثالثة عشر مساءً، طبقًا لمقام الكسر في الحد الأول من المعادلة، يحدث توحد كوني للتوقيت بحسب توقيت النجم ذلتا (رابع الحرف) متوسط الأشعاع في قلب كوكبة العقرب، ويحدث معها إندفاع شديد لكل نساء برج الحوت الموجودات في أرجاء الكون إلى أحضان رجال العقرب، والعكس بالعكس بحيث تسبب تلك المجامعة الجمعية بيج بانجًا Big bang جديدًا يؤدي بإلقاء الأرض إلى جوار الكوكب ألفا القنطور في مجرة المرأة المسلسلة وهو ما يفسر الأس المالانهائي.
5-      نتيجة مغادرة الأرض للمجموعة الشمسية يحدث صراعًا كواكبيًا بين الزهرة والمريخ يؤدي إلى انتهاء الشمس فعليًا.
6-      في تلك الساعة يستيقظ الإله النائم الأبدي، بفعل ذكر مثليّ يتصادف عيد ميلاده مع تاريخ ذلك اليوم يقرر مضاجعته في اذنه ويقذف داخلها بمنيه، عندها يتوقف حلمه وينتهي العالم.


السبت، 28 يوليو 2012


تسعة مترجمين قتلى



(كتب هذا النص القصير في التاسع من سبتمبر 2010، ولسبب ما لا أذكره الآن لم أنشره وقتها)


مثل فيلم تسعة قتلى 9 dead، يُبعث مؤلف من قبره ويضع في حجرة مغلقة كزنزانة تسعة مترجمين ممن قاموا ذات يوم بترجمته، سائلاً إياهم لم جئت بكم هنا، وسآتي كل عشر دقائق لتجيبوا عن سؤالي أو لأقتل أحدكم.


حبكة ضعيفة، سيعرف المترجمون التسعة الإجابة مع أول عشر دقائق مهلة، فليكن التحدي إذًا هو الآتي، فليعطني أحدكم ترجمة واحدة بلا أخطاء فينج من القتل وإلا أطلق عليه وعليكم النار جميعًا، من سيكون ذلك المؤلف، فليكن شكسبير المسرحي الأشهر، وليضم المترجمون التسعة مترجمي النسخ العربية إلى الشعر العمودي، ومخرجي المعالجات المسرحية المختلفة، ويوسف شاهين صاحب الحلم الذي لم يتم بإخراج هاملت متلعثمًا مثل نطقه.


فليكن هذا المؤلف كافكا، ستضم القائمة محرره الأوحد ماكس برود على رأسها، ومترجميه الزوجين موير، وديفيد فيالات وديفيد زين ميروفيتس صاحب المعالجات المصورة لرواياته، وأوروسون ويلز صاحب فيلم المحاكمة، وصادق هدايت مترجمه إلى الفارسية، ولأن كافكا كان يتمتع بسادية مخفية سيقتلهم كافكا جميعًا، تاركًا برود حتى النهاية، كي يتلذذ بقتله وخلع أعضاءه عضوًا عضوًا.


من سينج من تلك المذبحة، فليكن المؤلف مجهول والنص تراثي، سيُبعث المجهول مخفي الوجه ويضع أمامه محققي نسخ نصه التراثي ومترجميه، وسينفذ فيهم أحدث علوم العصور الوسطى في التعذيب، سيضعهم على سرير بروكست الشهير باسم المخلعة، ويخلعهم ويقتلهم.


من سينج ومن سيُقتل، هل سيكون المؤلف جويس، سيضحك جويس على اخطاء مترجميه ويغفرها، هل سيكون كونديرا الذي التقى أحد مترجميه ذات مرة وسأله كيف ترجمه وهو لا يعرف كلمة تشيكية واحدة فأخرج له المترجم صورة فوتوغرافية لكونديرا قائلاً بقلبي، وكاد أن يصدقه ميلان ك. بالفعل، ولم يسأل المترجم نفسه كيف سيكون فعله إذا شق المؤلف عن قلبه قائلاً فلأرى كيف ترجمني هذا القلب.


وحده بورخس سيرحم مترجميه، لا لجودتهم ولكن لأنه سيقول لهم جميعًا: " وأنت يا من تقرؤني هل تفهم لغتي."