السبت، 28 يوليو 2012


تسعة مترجمين قتلى



(كتب هذا النص القصير في التاسع من سبتمبر 2010، ولسبب ما لا أذكره الآن لم أنشره وقتها)


مثل فيلم تسعة قتلى 9 dead، يُبعث مؤلف من قبره ويضع في حجرة مغلقة كزنزانة تسعة مترجمين ممن قاموا ذات يوم بترجمته، سائلاً إياهم لم جئت بكم هنا، وسآتي كل عشر دقائق لتجيبوا عن سؤالي أو لأقتل أحدكم.


حبكة ضعيفة، سيعرف المترجمون التسعة الإجابة مع أول عشر دقائق مهلة، فليكن التحدي إذًا هو الآتي، فليعطني أحدكم ترجمة واحدة بلا أخطاء فينج من القتل وإلا أطلق عليه وعليكم النار جميعًا، من سيكون ذلك المؤلف، فليكن شكسبير المسرحي الأشهر، وليضم المترجمون التسعة مترجمي النسخ العربية إلى الشعر العمودي، ومخرجي المعالجات المسرحية المختلفة، ويوسف شاهين صاحب الحلم الذي لم يتم بإخراج هاملت متلعثمًا مثل نطقه.


فليكن هذا المؤلف كافكا، ستضم القائمة محرره الأوحد ماكس برود على رأسها، ومترجميه الزوجين موير، وديفيد فيالات وديفيد زين ميروفيتس صاحب المعالجات المصورة لرواياته، وأوروسون ويلز صاحب فيلم المحاكمة، وصادق هدايت مترجمه إلى الفارسية، ولأن كافكا كان يتمتع بسادية مخفية سيقتلهم كافكا جميعًا، تاركًا برود حتى النهاية، كي يتلذذ بقتله وخلع أعضاءه عضوًا عضوًا.


من سينج من تلك المذبحة، فليكن المؤلف مجهول والنص تراثي، سيُبعث المجهول مخفي الوجه ويضع أمامه محققي نسخ نصه التراثي ومترجميه، وسينفذ فيهم أحدث علوم العصور الوسطى في التعذيب، سيضعهم على سرير بروكست الشهير باسم المخلعة، ويخلعهم ويقتلهم.


من سينج ومن سيُقتل، هل سيكون المؤلف جويس، سيضحك جويس على اخطاء مترجميه ويغفرها، هل سيكون كونديرا الذي التقى أحد مترجميه ذات مرة وسأله كيف ترجمه وهو لا يعرف كلمة تشيكية واحدة فأخرج له المترجم صورة فوتوغرافية لكونديرا قائلاً بقلبي، وكاد أن يصدقه ميلان ك. بالفعل، ولم يسأل المترجم نفسه كيف سيكون فعله إذا شق المؤلف عن قلبه قائلاً فلأرى كيف ترجمني هذا القلب.


وحده بورخس سيرحم مترجميه، لا لجودتهم ولكن لأنه سيقول لهم جميعًا: " وأنت يا من تقرؤني هل تفهم لغتي."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق