الجمعة، 3 يناير 2014

لصوص ولكن ظرفاء

لصوص ولكن ظرفاء

الرجل العجوز القاعد أمام المبنى القديم[1] لا يدرك شيئًا عن تاريخه،
لم يرفع ناظريه مرةً ليرى طراز النيوباروك أو أفاريز السقف وتوريقات تيجان الأعمدة
الرجل العجوز القاعد إلى جانب الراديو لا يسمع شيئًا من صوت عبد الوهاب ومحمد فوزي ومصطفى إسماعيل، لكنه يعلم
فوانيس الكاديلاك، رفارف الفورد، وبوق "المرشيدس"
ويدرك، عبر لمحة، ضعف بنية السيارات الكورية الجديدة
الرجل العجوز القاعد يبصر بشح نظره المتبقي مؤخرات العابرات ويُقيمهن،
تلك امرأة من طراز الفورد، متينة حتى لو نحلت رفارفها[2]،
أما تلك الشابة فذات مؤخرة كورية، جميلة المنظر لكنها لا تتحمل كثرة الركوب
الرجل العجوز القاعد يعرف دقائق الأسفلت كلها، لكنه لا يسمعني حين أقول
"حل لي اللغز، لأنك وحدك تعرف الحكاية"[3]





[1] مبنى قديم في شارع الأهرام (إليصابات) بمصر الجديدة، يظهر في مشهد التخطيط لسرقة محل الجواهرجي في فيلم (لصوص ولكن ظرفاء).
[2] من جمل السخرية الشائعة في قاهرة الأربعينات والخمسينات على لسان البوابين النوبيين "الفورد فورد ولو نحلت رفاريفه".