الخميس، 4 ديسمبر 2014

قطط الليل اللي من غير ديل

قطط الليل اللي من غير ديل
تعبير شعبي :
كانت أمي كلما أغمضنا عيوننا وتأهبنا إلى النوم تتحقق من وضع الغطاء حول أجسادنا الصغار، سواء كان الغطاء كوڤرتة الصيف أو بطانية الشتاء، ثم تودعنا إلى عالم الأحلام بعبارة أثيرة عندها "تصبحوا على خير تصبحوا قطط من غير ديل"، وكنت أتخيل نفسي كل ليلة مستيقظًا في صُبحي كقط أزعر، ولم أدرِ وقتها هل تعمدت أمي هذا الإرداف لمجرد غواية السجع أم أنها كعادتها لم تسل نفسها عن السبب، مكتفية بالرواية عن مجاهيل دعتهم "الناس اللي قبلنا".
ذكريات عائلية:
عبر السنين التالية تواترت إلى مسامعي حكايات كثيرة عن قطط الليل، بداية بالنهي عن ضرب قط الليل خشية أن يصيبك بدعائه أو يكون ملاكًا يطلب الصدقة فتنهره فينهرك عند ربه فُتفشخ فشخة المشدودة بين حبلين في فيلم فجر الإسلام، أو يكون شيطانًا، فالقطط حيوانات ماكرة منها الملائكة ومنها الشياطين ومنها ما دون ذلك؛ غير أن أغرب الحكايات لم تصلني من فرع والدتي من شجرة عائلتنا، ذلك الفرع الحامل لتراث القاهرة القديمة بحكم سكنهم الدرب الأحمر منذ القرن التاسع عشر، بل وصلني عن طريق فرعي الآخر، فرع والدي، حامل المزيج من حكايات الصعيد وحكايات ضواحي المدينة في بداية منشئها في أوائل القرن العشرين.
حكاية:
عن والدي عن أمه أنها حكت عن جارة لهم كانت تسعى كل صباح لتبحث عن ضاربي القطط بالليل، لأن ابنًا من ابنيها التوأمين صحا من نومه مضروبًا على رأسه بشبشب، كان تسعى كل صباح باحثة عن ضاربي القطط حتى غاب ابنٌ من ابنيها، صحت من النوم فلم تجده فسعت تبحث في كل دروب وحارات عزبة المسلمين في مصر الجديدة في ثلاثينات القرن العشرين عن قاتل قط الأمس فهو قاتل ابنها، ولم تجده وبعد أيام لم يجدوها هي نفسها.
حدث هذا في أيام بعيدة، ويحلف والدي بحلفانات المسلمين وغير المسلمين ويجزم بصحة الحكاية كما سمعها من والدته، ويحلف كذلك أنه، حتى اليوم، لا يعرفون مكان أم التوأمين أو مكان ابنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق