الخميس، 2 أبريل 2015

#خاطرة عن الشيخ رفعت وآية الشأن

خاطرة عن الشيخ رفعت وآية الشأن

هادئًا يبدأ القراءة، هادئًا يهدهدك، بأداء تقليدي لا ينتقل من مقامٍ إلى مقامِ ولو نادرًا، حتى يبلغ بك الموقف، موقف التصوير والتعبير،  ﴿يَسۧئَلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرۧض ِۚكُلَّ يَوۧمٍ هُوَ فِي شَأۧنٍ ۞ فَبَأَيِّ ءَالَاۤءِ رَبّكُمَا تُكَذِّبَانِ ۞﴾، في كلماتٍ عشرِ  يحملك على جناح ملائكة الصعود رويدًا رويدًا، يمشي صوته بك  الهوينى صاعدًا من سطح يم الغرق في جهل جهالة الجاهلين الغافلين، يُصَاعِد بك من سفح الجبل إلى هضبته إلى تله، يُوحي لك بأَنّكَ عمّا قريب بالغُ سدرةَ منتهى، عمّا قريب شاهدُ تجلي جواب غرائبي عجيب، جواب صوت وجواب سؤال، لكنه يرجع الصوت تارة أخرى فيوقظك من غي وهمك، يقطع ترحالك عند قطع همزة "شأن"، كلا لا مفر من قطع غي أوهامك، كلا لا مفر من أن يوحي لك إن الهمزة تقف على قمة جبلٍ كجبلِ التجلي، همزة ألف الجلالة التي خشى ربها على الخلق منها فحجبها في باء البسملة كما أبلغنا طرفًا من ذا الوحي الشيخ الأكبر في فتوحاته المكية، يقطع الشيخ رفعت بصوته توهماتك ويحبس الجواب، جواب الصوت وجواب السؤال، يُقيك حلاوة التجلي، تجلي رب موسى على قمة جبل قلبك، ويعود ليطلق الجواب قارئًا آية الآلاء، لابد هنا من إجابة السؤال والإشارة، ولو من طرف خفي، للنعم التي كنت على وشك بلوغها، لكن همزة الشأن منعتك.
ثم يرجع الصوت قراءة أخرى، وهي أول إعادة في تلك التلاوة، ليقرأ الكلمات العشر صاعدًا صاعدًا ويقلب قراءة "شان"  فيتلوها بلا همز، هنا يطلق الشيخ الجواب، هنا ينزع همز الألف فيمده ويحلق في براح قمة الجبل، لا بد هنا من إطلاق الجواب، جواب الصوت والسؤال، كلا لا مفر هنا من استغراقك في تجلي صوته، كلا لا مفر من أن يبقيك تجلي حلاوة الرب على قمة جبلك المهتزة جزاءً وفاقًا لهزة جواب صوته، هنا قمة الجواب، يحلق الصوت في البراح ثم يعاود تغريد آية الآلاء، هنا أثرها مختلف، يغردها الشيخ هابطًا من جوابٍ عالٍ،  يُلمِح بها الشيخ  من طرف خفي للآلاء التي شهدتها، يلمح بها للتجلي، تجلي الصوت وتجلي حلاوة الرب.

لو استغرقت في هذا الجواب، لو استغرقت في النظر لقمة الجبل، جبل الشأن، وحلاوة الرب تتجلى عليه، لرُبَما دُك قلبًا دكًا وخر جسدك صعقًا لا تملك سوى الصراخ "الله الله الله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق