الجمعة، 22 يوليو 2016

تحرش في مسجد الحسين في قاهرة القرن 19

"ويقول أهل القاهرة عادة أنه ما من رجل يذهب إلى مسجد الحسين يوم عاشوراء إلا لأجل النساء فيُدفع في حشدهن، وينعم بذلك إلى أقصى رغباته، وقد عرفت ذلك التجربة عندما تقدمت لمشاهدة الحفلات الدينية التي تكون، علاوة على قداسة اليوم عاملًا في جذب مثل هؤلاء الأسراب من الناس.
كان هناك ما يقرب من خمسين درويشًا من فرق مختلفة يجلسون على صفين متقابلين جانب الحائط الخلفي على يمين المنبر، ولم يكون أحد يقوم بالذكر غير درويش مسن يقف بين الصفين، فتقدمت إلى الأمام لمشاهدتهم فوجدت نفسي في موقف يبدو غريبًا في بلد يعتبر لمس امرأة غير زوجه أو جاريته أو قريبته غير لائق، وكنت محصورًا بين نساء أربع حتى أنني ظللت بضع دقائق عاجزًا عن الحركة في أي اتجاه، وكان الحشد يدفعني بشدة نحو امرأة شابة، فكادت وجناتنا تتماس لولا النقاب، وكان يبدو من لهثها أن موقفها لم يكن سهلًا، وإن بدت عيناها النجلاوان تبتسمان معبرتين عن تسليتها، ولكنها لم تتحمل ذلك طويلًا فما لبثت أن صاحت "يا عيني! ما تكبسش عليا جامد كدا" بينما صاحت امرأة أخرى تقول لي "يا أفندي وحياة راسك امشي لقدام وافتح لي سكة وراك"، وبعد لأي توصلت إلى المكان المقصود، غير أني كدت أفقد سيفي وكمي سترتي المتدليين، فقد علق مقبض سيفي بملابس البعض، فشُد النصل من غمده تقريبًا قبل أن أستطيع أن أمسك به، وكنت أتصبب عرقًا مثل جميع من كانوا حولي"
إدوارد وليم لين - المصريون المحدثون شمائلهم وعاداتهم، القاهرة 1835 ميلادية

ترجمة: عدلي طاهر نور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق