الجمعة، 16 نوفمبر 2018

بستان اﻷلسنة


بستان اﻷلسنة

لن أذهب إلى هناك"
تقول بائعة الهوى التي فاوضتها على فعل البشر
عند نصب الجندي المجهول قرب الشاطئ
فالأشجار التي تنبت اﻷلسنة
تحكي صباحًا عما رأته في المساء"

هي ألسنة المغنين المقطوعة"
يقول عازف العود الهرم في الحانة العتيقة
ألقاها أهل المدينة في البحر
وحملها البحر إلى البستان
فابتلعتها اﻷشجار"

‘’هي ألسنة العذال"
يقول بائع الفول قرب القلعة
‘’لحسوا اﻷشجار طويلًا ليعرفوا
ما أملاها العاشقون حين تبادلوا تحتها القبلات"

‘’بل هي ألسنة المدينة نفسها"
يقول مفتش الترام
‘’ابتلعها أهلها الخائفون
فنزلت مع مياه الصرف وروت اﻷشجار"

‘’أي أشجار تلك؟"
أسأل نفسي حين أمر بها
راحلًا من المدينة الملحية
التي لم يحدثني فيها سوى أربعة أفراد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق