السبت، 4 مايو 2013

عزيزي السيد سميث عميل النظام


عزيزي السيد سميث عميل النظام

في الأسبوع الثاني من اعتصام التحرير الأول (أيقونة ما قبل تولي المجلس العسكري إدارة شئون البلاد) التقيت أحد الصحفيين العاملين في جريدة المصري اليوم وفي أثناء الدردشة قلت له "مش ناويين تقلبوا مجدي الجلاد بقى" وكان رده هزة كتف وجملة من قبيل "مجدي الجلاد ما بيتدخلش في سياسة التحرير" أو بمعنى آخر "الصحفي راضي ورئيس التحرير راضي مالك إنت بقى ومالنا يا قاضي"، كان ذلك في الأسبوع الثاني من الاعتصام بعد خناقة الجمل حين اكتشف الميدان فجأة أن للبلد دستور يخشون من فراغه، كان هذا والثورة "لسه في الميدان"، الميدان الذي لم تغادره أبدًا وماتت عنده.

الرد الطبيعي بهز الأكتاف وجملة من قبيل نظام الجريدة أو سياسة التحرير كانت هي الرد المعتاد لأي دردشة من قبلي ألمح فيها إلى ضرورة تثوير المؤسسات الثقافية أو الصحافية، بالنسبة للكثيرين كانت الثورة في الميدان يذهبون لها كل يوم لكنهم بعد ذلك يرجعون إلى المؤسسة العاملين بها، يتبعون سياساتها ويكتبون بلغتها، لكنهم (ثوريون) والسر ؟ "إنهم بيروحوا الميدان"، يذهبون للثورة لكن خارج الميدان يذهبون ويدعمون النظام، لكن في بعض الأحيان يصنعون حسابًا افتراضيًا يعيشون فيه كـ (ثوريين) على الفيس بوك أو تويتر، ثوريون يستخدمون أجهزة النظام ليعملون، لا ليختطفوها لكن لتختطفهم (انظر détournement).

ظل هذا هو السائد حتى يومنا هذا، لو قلت لأحد الأصدقاء الآن عن عمله في الشروق التي صارت بوقًا نظاميًا لقال لي "علينا أن لا نغادر مواقعنا ونظل نناضل من الداخل"، لكنه في الحقيقة لا يناضل لا هو ولا غيره، لا يملك الاعتراض على جملة مثل مناهضي الاخوان التي بدأت الشروق في استخدامها، هو وأمثاله يحافظون على مكياج ما لهذه الجريدة أو تلك لتظل جريدة مختلفة ليست كبوق النظام الحرية والعدالة، لتظل محافظة على بعض الاتزان الوهمي، يرسم عمرو سليم فيها ضد الاخوان بجانب مقال البوق الاخواني فهمي هويدي، ولا يملك الصحافيون فيها الاعتراض على جملة مستخدمة أو مقال مكتوب، سيرد الصحافيون "الصحافة مش شغالة كدا انت مش عارف القواعد"، لا يا عزيزي السيد سميث أنا أعرف القواعد جيدًا، هذه القواعد هي النظام/السستم/المصفوفة وأنت تطيعها، لا تعمل القواعد من خلال مجلس الإدارة لكن تعمل من خلال العملاء مثلك يا سيد سميث، تعمل بزرع فيروساتها في كل مكان وقبولها على إنها قواعد منطقية مسلم بها.

عزيزي السيد سميث أنت عميل للنظام الذي تخدعني وتقول أنك تقاومه، أنت عميل له لا تستطيع الاستغناء عن القروش القليلة التي تقبضها وانت تغني معي في لحظات سكرك في البارات "وان جعنا شبعنا بتتقضى ما نبعش الكلمة بميت فضة"، عزيزي السيد سميث أنت عميل للنظام، حتى عندما تُنشئ مؤسسة (بديلة) فتعمل من خلال قواعد نفس النظام ولا تتمرد، عزيزي السيد سميث أنت عميل وأنا لا أحب العملاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق