الأحد، 14 سبتمبر 2014

عن القهر والانتحار والخوف



عن القهر والانتحار والخوف
ياسر عبد الله
(تويتات مجمعة ومرتبة)
ما بقاش ينفع تدخل الحيط، أينما تكونوا يدرككم القهر، لو تعبت ابعد شوية وارجع، حياتك مش هتبقى أحلى لو بطلت كلام في السياسة عشان مش هي دي المشكلة، مش المشكلة إن فيه ناس بتهري في السياسة، المشكلة إن الساسة بيتحكموا في حياة ملايين من غير حساب وإنت من ضمن الملايين دول، لو ما سمعتش سياسة على تويتر، وإنت راكب ميكروباص هتشوف القهر بالصدفة لمجرد إن أمين شرطة قرفان بالليل من وقفة الكمين وله سلطة على حياتك قرر يقهرك.
ممكن تنسى منظومة القهر، لكنها هتقتحم حياتك وهتفكرك، فهتلاقي ميول انتحارية ظهرت، ودا طبيعي، الميول الانتحارية طبيعية في منظومة قهر لكن مش هي الحل.
بدل ما تؤذي نفسك عشان اكتشفت منظومة القهر وإنت ماشي بالصدفة، استرد حقك من اللي أذوك وبيؤذوك ويؤذوا غيرك لمجرد إن لهم سلطة يعملوا كدا.
ما حدش فينا بيختار يكتئب، ما حدش فينا اختار يبقى عنده مشاكل نفسية، لكن دي مش جريمة حد فينا برضهن كلنا اتولدنا عشان نلف زي التيران في الساقية، كلنا عاوزين نبتسم للحياة ونشوفها وردية، لكن الحياة الوردية مش هتيجي بدهان صندوق الزبالة وتخيله فازة ورد، الحياة الوردية هتيجي بنسف الزبالة من أساسها، ما حدش فينا مبسوط بإن جواه طاقة كراهية، كُتب علينا وهو كُره لنا، نفسنا في طاقة محبة، لكن المحبة الزائفة اللي بترضى بالظلم وتزيفه وتزينه ما تلزمناش.
كلنا مظاليم من أول ما اتولدنا، لا اخترنا أب ولا أم ولا فقر ولا بلد ولا بيت ولا دراسة ولا دين، وفوجئنا أول ما فتحنا عينينا إننا بنتحاسب على دا وحساسيتنا تجاه الظلم مختلفة، فيه ناس زيي بتختار تشتم وتزعق وتتنرفز وفيه ناس احتمالها أكبر، ما تحاسبوش الناس على مزاجهم قبل ما تعرفوهم.
فضفضوا لبعض وانسوا لبعض، اللي بيفضفض لك في لحظة بعبعة مش عاوز يسمع البعبعة اللي قالها تاني، اسمعها واهتم بيها وافهمه وطبطب عليه بس ما تفكروش.
احنا عايشين حياتنا خايفين، بنبوس واحنا خايفين، بنحب واحنا خايفين، بننام واحنا خايفين نصحى ما نلاقيش الملاليم اللي بنقبضها، فمش طالبة نقعد نستجوب بعض ونخاف من بعض.

*تم التنسيق باستخدام الخط الأميري.

عن #جبنا_آخرنا والأسوار الحاجزة بيننا



عن #جبنا_آخرنا والأسوار الحاجزة بيننا
ياسر عبد الله

(تغريدات مُجمعة ومرتبة ومنقحة)
حابب أرغي شوية بخصوص #جبنا_آخرنا وكام اعتراض قريته خلال الأيام الأخيرة وبعضها اعتراضات مُكررة عنها وعن غيرها، كلامي مش بغرض اقناع/تجنيد حد لكنه مجرد عصف ذهني وتفكير بصوت عالي، عشان نفهم سبب #جبنا_آخرنا أو غيرها لازم نرجع نعصف ذهننا بخصوص نظام الحكم في مصر والنظام الاجتماعي وإزاي بيعملوا في توازي وترابط دائم، التوازي والترابط الدائمين دول، غرضهم كما هو غرض كل أعمال الأنظمة هو تأبيد النظام واحتواء أزماته بل وتجنيدها لتجديده في أغلب الأحيان، وعشان نعصف ذهننا بخصوص النظام سواء نظام الحكم أو النظام الاجتماعي السائدين في مصر لازم نتأمل لحظة ثباته المُثلى وهي نفسها لحظة الحنين السائدة كمان، لحظة ثبات النظام المُثلى في مصر اللي كان النظام بيبذل فيها أقل مجهود عشان يستمر هي نفس فترة النوستالجيا اللي بيمارسها الوعي المجتمعي الجماعي واللحظة دي حاليًا هي فترة التمانينات-التشعينات، أو النصف الأول من حُكم مبارك، تقريبًا من 1982 إلى 1998، في الفترة دي سادت معارضة مستأنسة تمارس النقد لا النقض، يعني مش عاوزة تغير النظام هي عاوز تعدله بس، والمعارضة دي بالنسبة للنظام بتعمل كخلايا المناعة بالنسبة للجسم، ومعارضة أخرى مسلحة والمعارضة المسلحة سادت في المناطق غير الحضرية حتى جوا الحضر نفسه، أو بعبارة أخرى كانت في الهيش والجبل مش في قلب البلد، ولعبت دورين أساسيين الدور الأساسي الأول دور العدو الرئيسي لنظام الحكم ونظام المجتمع، أو بعبارة تانية دور الخطر الأحمر في أمريكا المكارثية The red menace  والدور دا كان فزاعة أمام أي معارضة محتملة غير مسلحة، وكان بيؤدي للمعارضة المستأنسة إنها تروح أكتر وأكتر تحتمي بالنظام خاصة مع حوادث قتل أو محاولات قتل لمثقفين أشهرهم فرج فودة ونجيب محفوظ، اللي كانت بتؤدي بالمثقفين بدل نقد النظام للتعاون معه ضد (الخطر القادم) في حاجات زي سلسلة المواجهة اللي كانت بتصدرها الهيئة العامة للكتاب، السلسلة اللي كانت بتصدر على هيئة كتيبات (تنويرية) بعضها هام لكنها صورت الدولة والنظام بمنظر المستبد العالم العادل، الدور التاني اللي لعبته المعارضة المسلحة دور العامل الحفاز لأي قمع يمارسه النظام والدور دا خلا النظام السياسي السائد بمعارضته المستأنسة والنظام الاجتماعي كمان بمعارضته المحتملة، يرضوا بحدودهم ويخافوا من العين الحمرا، ليه اخترت سنة 1998 كنهاية للمرحلة؟ عشان كام سبب منهم إني أتذكر إن المراجعات والمصالحات مع الجماعات الإسلامية المسلحة انتهت في ذا التاريخ ومنها إن 1997 شهد آخر عملية إرهابية كبرى ضد سائحين اللي هي عملية الدير البحري وبعد كدا انحصر الموضوع تقريبًا في شبه جزيرة سيناء.
المهم بعد 1998 ابتدا يحصل تراكم بدائي لحالة سخط على النظام، وبقى فيه حوادث غير مقنعة زي حادثة أبو العربي في بورسعيد اللي اتقتل عشان هيقدم شكوى والموضوع ابتدا يتصاعد بسبب ظروف أخرى خارجية زي الانتفاضة الفلسطينية وحركة دعمها في مصر، وحرب العراق ومظاهرات معارضتها في مصر لغاية ما وصلنا 2005 وتعديل الدستور النظامي عشان يبقى فيه انتخابات رئاسية، وحركة المدونين في 2006، وبعد كدا إضراب 6 أبريل 2008 وانتم عارفين الباقي.
 بعد 2011  فيه حالة قلق عام، لا تشمل فقط نظام الحكم والنظام السياسي لكنها بتنسحب على النظام الاجتماعي التقليدي اللي فجأة إحساسه بالانهيار زاد جدًا ومع كل أزمة جديدة بيواجه بالنوستالجيا الفارغة لحنين للحظة ماضية متخيلة، هو عبر عنها بالتسعينات، لحظة كانت أقل قلقًا أكثر ثباتًا ودي نفس اللحظة اللي نظام الحكم عاوز يرجع لها، نظام سياسي زائد فيه تحالف واسع متخيل ضد خطر متخيل ومنفوخ فيه "مش أحسن ما داعش تيجي" إلخ، إيه علاقة الحدوتة الطويلة دي ب #جبنا_آخرنا أو #كفاية أو غيرها؟ أقول لكم.
 طوال فترة حكم أي نظام فيه مد وجزر لقوى تهدف نقضه من أساسه وسقوطه الموجات دي عاملة زي موج البحر قدام قلعة، يا إما تبقى عالية والقلعة تقدر تصدها بس الموجة تشرخ القلعة شوية، يا إما موجات ضعيفة لا تؤثر وعشان نكمل التخيل فالقلعة زي سور الصين العظيم محاوط مدينة كاملة عمرها ما شافت البحر ومليئة بالبشر كأن السور هو  الجدار اللي قال عنه أمل دنقل
"آه .. ما اقسى الجدار
عندما ينهض فى وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر .. كى ننقب ثغرة
ليمر النور للأجيال .. مرة"
البشر اللي ساكنة المدينة الخيالية دي زينا بشر اعتادوا احترام الجدران المرئية وغير المرئية والتعامل معها كأقدار ثابتة، لكن فيه بعضهم عندهم أمل في الموج كل موجة يزيد أملهم إنها تكسرالجدران وتدخل لهم البحر المحرومين منه، وكل لما الموجة تعلا وتدق باب القلعة الأمل يزيد والبشر المؤمنة في الموجة يزيدوا إيمان بقدرتها لكن كل ما كانت الموجة ضعيفة عدم المؤمنين بيقل وما بيفضلش غير قلة مندسة يحسبها أهل المدينة مجانين، عاملين زي الشيخ جلال اللي بينخور السور بعضمة، البشر المجانين دول هما (الآخر) بالنسبة لسكان المدينة، سكان المدينة اللي اتعودت على الجدران واتعودت على مراقبة وعقاب قُواد القلاع والطوابي.
نرجع بقى مرجوعنا للمدينة الحقيقية مش مدينة الخيال ولحظة ثباتها ونوستالجيتها، هنلاقي جرايد معارضة ما حدش بيقراها واللي بيقراها بيتمهزءوا عليه سواء في الدراما ولا في الواقع "يا عم سيبك منه شكله من بتوع المعارضة" ومتصورينه آخر على حافة الجنون بيقول كلام غريب زي فيلم (فوزية البرجوازية)، ودا حصل مع كل موجة جزر، لما الناس اللي بتنزل تخف يبتدي الكلام يتقال "دول بتوع السياسة" "دول النشطاء" وكل ما الموجة تعلا الكلام يقل، مفيش موجة واحدة بتهد، لكن الموجات مع الوقت بتفرق
"little drops of water
Little grains of sand
 Make the mighty ocean
 And the pleasant land"
لكن التراكم دا، اللي شكله بديهي، بيتواجه باعتراضات، ودا طبيعي لأن سكان المدينة المحرومة من البحر بسور وقلاع محرومين من التواصل مع أنفسهم بأسوار وقلاع غير مرئية.
نرجع ل #جبنا_آخرنا، أي حملة معارضة لنظام لها أغراض مباشرة بتعبر عنها وأغراض بتكشف عنها في مسيرتها غرض الحملة المباشر التضامن مع المضربين المعتقلين بسبب قانون النظام اللي جرم بيه التظاهر، وغرضها الواضح كمان تعبير إننا اللي برة طهقنا خلاص و#جبنا_آخرنا من الزهق وصبرنا نفد، ومش معناها خالص إننا جبنا آخرنا وبقينا قليلي الحيلة، بس لها غرض كمان مهم وخفي، إن الشيخ جلال اللي بيحفر الجدران بعضمة ما يحسش إنه لوحده، وإن المعارض ما يحسش إنه الآخر المجنون المنبوذ المعزول ولأن الحملة حملة مطلبية ولسه ما أسقطتش النظام وبتعمل في وسط نظام الحكم والنظام الاجتماعي مسيطرين عليه، فهي بتواجه باعتراضات طبيعية ناتجة عن سيطرة نظام الحكم والنظام الاجتماعي وسيطرة الذهنية اللي بتساعدهم ع الحكم، سيطرة ال govern-mentality على سكان المدينة اللي ع البحر،
 أول اعتراض بيتقال على أي حملة زي #جبنا_آخرنا أو أي تحرك بسيط "وهي يعني هتعمل حاجة ولا انتم هتعملوا حاجة" دون تحديد إيه هي أصلًا (الحاجة)، وعشان نفهم الاعتراض دا ونابع منين لازم نعرف إننا أولاد نظام مُعسكر، سياسيًا واجتماعيًا، مش بس سنة 2014 لا دا 1954 ويمكن من 1824 كمان، وكلنا اتولدنا في ظل النظام دا عشان نحترم القوة والسلطة والسيطرة، واتعلمنا تاريخنا إنه كله فشل لغاية ما جا البطل المخلص وحفظنا الأغاني اللي بتهتف له "ثوار ... مع البطل اللي جابه القدر" و"الله ع الشعب وهو بيهتف باسم زعيمه" اتعلمنا تاريخنا إن ثوارته كلها فشلت من 1881 ل 1919 لغاية ما جات حركة الجيش المباركة -زي ما سموها في الأول- خدت بإيدنا ونقذتنا إلخ إلخ في يوليو 1952، في ظل الذهنية دي بنحترم الانقلاب وبس أو بمعنى أصح مفهومنا عن الثورة منحصر في (الثورقلاب) re(coup)lution  ومستنيين حد ييجي يعملها فنهتف له ونسميها ثورة ونخرس اللي يسميها انقلاب والذهنية دي اتربينا عليها، وسمعنا اعتراضها قبل كدا وقت الاتحادية وما بعدها "الاخوان سيطروا وانتم خلاص مش هتعرفوا تعمل حاجة" وكانت بتجهز وبتعيد عمل عقلية "لا غالب إلا الميري"، احنا أبناء العقلية ديه اتربينا جوا militarized camp اللي بالصدفة إن الكلمتين في العربي "مُعَسكر".
الاعتراض التاني على أي حملة زي #جبنا_آخرنا "وهي الناس هتحس بيكم" الحقيقة إن البشر اللي ساكنين جوا المدينة أم أسوار مرئية وخفية مش بيحسوا بأي حد غير جسمهم، حتى جسمهم ما بيحسوش بيه قوي، هما قابلين وراضيين بالسور الخفي اللي عازلهم عن بعض لكن السور مش قدر ولأن السور مش قدر، المجانين اللي زي الشيخ جلال بيحفروا فيه بمعلقة، والبشر اللي محبوسين جواه برضه قابلينه كقدر لأنهم اتربوا على كدا من زمان، كام مرة اتربينا إن الغريب اللي بيبص لنا عدو؟ كام مرة سمعنا "خبي ورقتك عن زميلك" "داري منه الملزمة لا يجيب مجموع زيك" "صاحبتك دي منفسنة منك وبتحسدك" كل الجمل دي بتسيد عقلية "كلهم أعدائي ولازم أخضعهم وأن ما قدرتش لازم اعتصم بالسور يحميني منهم" وأكيد أي عمل عاوز يهد السور يبقى مش مقنع لها.
الاعتراض التالت على حملة زي #جبنا_آخرنا "إنتم بتكلموا نفسكم والإعلام مش هيحس بيكم"، لكن الإعلام مش محايد أصلًا، هو شغال عند كبار القلعة اللي ع البحر، ولما الموجة بتعلا بيعمل نفسه مع السكان اللي عاوزين يثقبوا السور ويهدوه، لكنه عبد مخلص لصاحب القلعة والسور المرئي والخفي، التلات سنين اللي فاتوا الموج علي وكسر كابينة صحاب القلاع ووقع بعضهم، فالإعلام خد ساتر من غضب الموج والبشر ودخل جوا لغاية ما ييجي قيصر جديد، فلما قيصر الجديد رجع الإعلام لخدمة سيد القلعة والسور والقلاع المحيطة الخفية والمرئية، وأهل المدينة اللي اتخدعوا صدقوا إنه معاهم لكن اللي ما صدقوش عارفين كويس وبيضحكوا في سرهم ويقولوا "ما احنا اتفقنا من الأول إنها وكالات من غير بواب ولا صاحب، وصحاب اللي بيدفع لهم ويكسبهم".
الاعتراض الرابع "احنا شعب وسخ مش بتاع عمل جماعي ولا ثورة" ودا بنسمعه طول الوقت وفي أي مناسبة، البعض - أنا منهم - بيقول كدا من يأسه اللحظي والبعض الآخر مؤمن بكدا، لأنه أتربي في المُعسكر على احتقار نفسه واتربى في المدينة أم سور حاجز البحر عنها على عقدة الأجنبي الساكن برة السور ولأن تربية المعسكر علمته يحتقر نفسه وأقرانه، بيفسر العمل الجماعي إنه زي طابور الجيش، وبيحترم قوي رنة الكعب المنظمة اللي من غير روح، لما بيتكلم عن روح الفريق يبقى بيقصد روح الفريق أركان الحرب قائد الفرقة في الطابور، بيحترم الموسيقا اللي مش باين منها غير المايسترو ويحتقر المزيكا اللي بتعتمد على ارتجال العازفين من غير قيادة، بيعشق أوركسترا الجيش الأحمر العسكري ويحتقر التخت والجاز والسمسمية، وعقدته مش هتنحل غير بانضمامه للي شايفهم أحسن منه، مؤمن بإن الشعب لا يستحق الثورة -مش بيقولها في ساعة يأس وقرف وخلاص- فهينضم للحكام، مؤمن بأن الأجنبي خارج السور افضل منه كقضاء وقدر غالب مش كنتيجة لتطور تاريخي مختلف فهيهاجر له ويشاركه سيطرته وهيمنته واستعماره وعنصريته.
 دول الكام اعتراض اللي قريتهم اليومين اللي فاتوا وحبيت أرغي عنهم، وكلامي مش غرضه إقناع/تجنيد حد، لكن "خد فكرة واشتري بكرة" وقلب الكلام في دماغك جايز بعد أسبوع ولا بعد شهر ولا بعد سنة أو سنين تحس إنه صح، غرض كلامي الوحيد تبص حواليك وتشوف الأسوار اللي محاوطاك وتحس بيها.

*شكرًا للصديقة آسية أحمد على تجميعها للتغريدات.

** تم التنسيق باستخدام الخط الأميري الصادر حسب رخصة المشاع الإبداعي.

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

ذكر الراقصين الذكور (الخولات) في القرن التاسع عشر

ذكر الراقصين الذكور (الخولات) في القرن التاسع عشر

كارت بوستال من أوائل القرن العشرين بالعربية والفرنسية لراقص (خول) نقلًا عن @so2rate 

"ويتظاهر كثير من القاهريين أو يقنعون بأن رقص الغوازي لا يعيبه سوى أنه من النساء اللائي يجب ألا يعرضن أنفسهن هكذا، فيستخدمون رجالًا يحلون محلهن، غير أن هؤلاء وهم مصريون مسلمون، وجلهم من الشبان، ويسمون (خولات)[1]، قليلون جدًا، وإذ كان هؤلاء يقومون بدور النساء فهم يرقصون رقص الغوازي تمامًا، كما أنهم يستعملون الصنوج، ولكنهم، كأنهم يدفعون فكرة كونهم من النساء حقًا، يرتدون ما يناسب حرفتهم غير الطبيعية، إذ هم يجمعون بين صفتي الذكر والأنثى، فيلبسون على الأخص سترة ضيقة وحزامًا وجبة، والأنوثة تغلب على هيئتهم العامة، فهم يرسلون شعورهم ويضفرونها، وينتفون شعر الوجه، ويتكحلون ويتخضبون، وكثيرًا ما ينتقبون عندما يسيرون في الشوارع في غير  وقت الرقص، وهم لا يفعلون ذلك خجلًا، وإنما يفعلونه تقليدًا للنساء فقط، وكثيرًا ما يُفضلون على الغوازي، فيستخدمون للرقص في الحفلات الخاصة، وكثيرًا ما يرقصون أيضًا في الحفلات العامة.
ويوجد في القاهرة طبقة أخرى من الراقصين الذكور يشبهون (الخولات) في الرقص والملبس والهيئة العامة، ويميزهم تسمية مختلفة (چنك)، وهي تعبير تركي ذو معنى دارج يعبر  تمامًا عن خلقهم، وهم على العموم من اليهود والأرمن والأروام والأتراك"

المصريون المحدثون، عاداتهم وشمائلهم
نقله إلى العربية: عدلي طاهر نور



[1] ويُطلق على الفرد من تلك الطبقة أيضًا لفظ (غايش). إ.و.لين