الأحد، 25 نوفمبر 2018

بلاها حب


بلاها حب
كل أملي ألاقيكي وتلاقيني
بدال ما أسهر ليلي
من غير جليس أكلمه
بدال ما أمشي خايف
من دقة كعابي على اﻷسفلت
وصداها في الفضا
ألاقي جنبي خطوك الخافت
يمشي يونسه
من غير مشاعر مضافة
بكلام كبير يزيف اللي فيها
من غير ورود أو عهود أو عقود
أو حتى لمسة زايدة عن حدها
كل اللي عاوزه منك شوية ونس
تحرسي مكاني لما أغيب
تقعدي قدامي لما أشرب قهوتي
أتأمل شعاع شمس الغروب على وشك
وانتي ساكتة وأنا باسمع سكاتك
بلاها حب كل اللي حوالينا سجنوا الحاجات
جوا القيود
لو سمينا ما بيننا راح يضيع ضمن الحدود
خلينا نلاقي بعضنا
نتونس بالصمت اللي بيننا
من غير كلام



الجمعة، 16 نوفمبر 2018

بستان اﻷلسنة


بستان اﻷلسنة

لن أذهب إلى هناك"
تقول بائعة الهوى التي فاوضتها على فعل البشر
عند نصب الجندي المجهول قرب الشاطئ
فالأشجار التي تنبت اﻷلسنة
تحكي صباحًا عما رأته في المساء"

هي ألسنة المغنين المقطوعة"
يقول عازف العود الهرم في الحانة العتيقة
ألقاها أهل المدينة في البحر
وحملها البحر إلى البستان
فابتلعتها اﻷشجار"

‘’هي ألسنة العذال"
يقول بائع الفول قرب القلعة
‘’لحسوا اﻷشجار طويلًا ليعرفوا
ما أملاها العاشقون حين تبادلوا تحتها القبلات"

‘’بل هي ألسنة المدينة نفسها"
يقول مفتش الترام
‘’ابتلعها أهلها الخائفون
فنزلت مع مياه الصرف وروت اﻷشجار"

‘’أي أشجار تلك؟"
أسأل نفسي حين أمر بها
راحلًا من المدينة الملحية
التي لم يحدثني فيها سوى أربعة أفراد.




الخميس، 15 نوفمبر 2018

غزل البنات

غزل البنات

كنا نسير على ضباب.
وليل الخريف يساقط قطعًا، يلتف حولنا كأفعى تدفئ بيضها لتحميه من اﻷعداء.
لم يكن السندباد محطة وصول، كان يجلس على الدكة المجاورة ينتظر سفينته المبحرة لجزر ينبت شجرها نساء شهيات بأثداء ونهود وحلمات.
ومذياع الباص يتلمس موجة تتلو أوائل سورة الكهف.

لم أكن لك خضرًا ﻷخرق سفينتك وأغرق في يم نبيذك العذري.
كنتِ لي موسى تشقين بأطراف أناملك بحر قلبي البكر، والبكر يناديه البحر الذائب فيه رحيق حورٍ لم يطعمهن من قبل.
كنتِ تفيضين رحيق أنثى الإناث، يجعل الضباب في فمي سكرًا مذابًا أشهى من لحمك الذي لم أذقه خوفًا رغم طمع، وأشهى من كل النساء اللاتي التفت بهن بعدها ساقي، كأفعى تدخل رأسها في جحر رطب لتطفئ بيضها وتحميه من الاشتهاء.

كان البكر يناجي البحر لتصعد العذراء على جبله وتعلمه صلاة الابن

"آبانا الذي في السماوات
في ليالي خريفنا، اعطنا كفافنا
عذراوات سمراوات وغير سمراوات
نطعم نهودهن ونغترف من فروجهن غرفة بيدٍ
يفضن رحيقًا يجعل ضباب الفجر بلون الورد
وأشهى من غزل البنات"

الخميس، 13 سبتمبر 2018

تغدو خماصًا وتروح بطانًا




كان ذلك من عقدين أو يزيد، قبل موته وإصابته بخرف المشيب، كنا في حجرته المطلة على زاوية الصلاة بشارعنا الصغير، بصحبتي توفيق المهاجر إلى اﻷسفل الأسترالي البعيد منذ عقد ويزيد.
صبيًا كنت، لم أزل على بداية الطريق، سكة الحياة بين شقاوة الطفولة القريبة وأحلام الشباب اﻷبعد، الحيرة بين درب شيخي الأقرب للتدين الشعبي، ودروب السلفيين في المساجد القريبة من الحي، عباد الرحمن وأنصار السنة والجمعية الشرعية والعزيز بالله، وبين الدروب طريقة لم تستبن في وقتها، عرفتها في صلاة التسبيح كل خميس وقراءة تبارك بعدها، في حضرة مصغرة لم أتمها بسبب انحراف علم الظاهر والظواهر وزيغ القلب.
كان الحاج أحمد شيخًا كبيرًا كما يجب أن يكون الشيوخ الكبار، أصيب بداء اﻷلماني ألتسهايمر في السنين اللاحقة، كنت قد دخلت الجامعة وابتعدت عن الزاوية، كان ينتظر على محطة مترو مصر الجديدة الخشبية بالساعات تائها عن بيته وهو على بعد خطوات. وقتها لم يكن قد نسى بعد، كان على درب النسيان والموت.
كل مرة كنا ندخل غرفته الصغيرة كان يهدينا حلويات صنعت وعلبت في بلدته بالشرقية. كان يعيش وحده بعد هجرة ابنه وعودته إلى مصر بزوجة أجنبية، قصة معتادة في ثمانينيات طفولتي وتسعينيات صباي. كل أسبوع كان يحضر ابنه لزيارته بصحبة أولاده ثم يسافران لبلدته.
أكنا ربيعًا أم خريفًا، ﻻ أذكر لكنّا كنا بين الفصول، أذكر غلافًا ملونًا بجانب السرير رُسم عليه عصفور من فوقه كتابة، "لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا". لمحت عيناي الحديث الذي سمعته مرارًا في التلفزيون بعد الأذان. قرأت عنوان الكتاب الذي لم أكن سمعته من قبل، التنوير في إسقاط التدبير.
ذكرى عابرة مضت، غابت بعد موت الحاج أحمد وإصابته بالخرف، قبل وفاته اختصم المرحوم أخي في نظارته الطبية معتقدًا إنها نظارته، لا أذكر كيف مات، كنت وقتها في الجامعة، لم أصلِ عليه ولم أحضر جنازته ولا أعرف من سكن شقته بعد رحيله، لم أدخل غرفته مرة أخرى ولم أذق حلوياته ثانية لكن ظل عنوان الكتاب في ذهني. بعد سنوات قفز اسم مؤلفه إلى عقلي كما يقفز عفريت العلبة بلونه اﻷزرق، سيدي ابن عطاء الله السكندري.
لم أقرأ الكتاب بعد، رغم حبي لغلافه وعنوانه والحاج أحمد ونظارات أخي وطفولتي والحلويات الرخيصة. منذ أسبوعين توفت شقيقتي الكبرى، لحقت بالحاج وأخي. مرت اﻷيام بلا تدبير، سيرها ربها كغدو ورواح الطير. باﻷمس تذكرت عنوان الكتاب وغلافه والحاج أحمد ونظارات أخي ومحطة المترو وكنافة وبسبوسة وهريسة منيا القمح المغلفة في بلاستيك رديء. في الصباح رأيت الغلاف مرة أخرى في بحث الإنترنت بتاريخ نشر بعد حادثة ذاكرتي بعقد ونصف، هل عبرت الزمان يومها أم استنسخ الناشر غلافًا قديمًا أذكره وحدي دون غيري، كل ما أعرفه أن أيامي تمر بخفة الطير خماصًا وبطانًا، بلا تدبير وبنفحات تنوير.

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

شبعة من بعد جوعة | حديث شخصي عن الجوع



ﻻ أدري متى سمعت المثل من أمي، كان ضمن أمثال عديدة تستخدمها كثيرًا مسندة إياها لمن قبلنا، لم يخل كلامها أبدًا من صيغة اللي قبلنا قالوا يتبعها اقتباس ما، بدا اﻷمر كما لو كان منطقها الشخصي الدائم للحديث والفهم. ظل المثل معي مثل أمثالها الكثيرة التي حفظتها منها رغم رحيلها في طفولتي المبكرة، تفكرت فيه كثيرًا، جادًا مرة وساخرًا مرات، وضحكت من الشبعة بعد الجوعة إذ أن كل شبع هو من بعد جوع بالضرورة، ورغم تفلسف بعض الرفاق في حياتي اللاحقة على سماعي للمثل حول تناقض المثل الشعبي وطبقيته ﻻ أذكر أن أمي استخدمته أبدًا للتلميح إلى أصل فقير لشخص ما، بل قالته دائمًا للحط من قدر أشخاص تعالوا وتكبروا بعد فقر قديم.

في صيف يشبه صيفنا اﻵني رحلت أمي منذ ٢٦ سنة، مضت ثلاث سنوات واكتشفت كلمة الجوع مرة أخرى، في صيف يشبه صيف موتها، في جزء صغير من سفر ديني ضخم اشتريته من بائع الجرائد رغم عدم فهمي للعنوان من أول نظرة، قرأته جع الجوامع ولم ألمح الميم المعلقة بين الجيم والعين المستخدمة حلية للخط، كان الجزء الخامس والستين من السلسلة أو رقم قريب منه، واختص ببعض حرف النون، فيه قرأت للمرة اﻷولى حديث "نور الحكمة الجوع".

أذكر ذلك الصيف والصيف الذي تلاه جيدًا، رحلة اكتشافي للتراث الديني التي حملتني لجوامع اﻷولياء تارة ودروس السلفيين تارة أخرى، ربما كان جمع الجوامع ونسخة محققة من الكبائر للذهبي من أوائل الكتب التي شدتني لعلم الحديث وتخريج اﻵثار وتوثيقها. رغم مضي أكثر من عشرين عامًا على قراءتي لحديث نور الحكمة الجوع ظل عالقًا بذاكرتي التي لم تهتم كثيرًا بإسناده ومدى صحته أو ضعفه، الصحة والضعف والتحسين والعنعنة والإرسال والتوقيف مصطلحات عرفتها في السنة التالية وحاولت بوعي الصبا الساذج دراستها، بشكل ما مثلت أول خطوات درب اكتشافي لنقد الدين السائد مثلما كان نور الحكمة الجوع بداية درب اكتشافي لمركزية الزهد في بعض الدين غير السائد.

في سنوات لاحقة ابتعدت عن درب علم الحديث والنظرة السلفية للدين بشكل عام، حملت معي دروسها المستفادة وحملتني مركزية الزهد وامتداح الجوع وذم الشبع من ضمن أشياء كثيرة إلى أدبيات اليسار. اكتشفت اليسار في مراهقتي وأثناء دراستي الثانوية بسبب حال والدي الذي عمل حتى سن المعاش دون أن يترجم عمله إلى مقابل مادي كنت أرى من يملكونه في سن أصغر بكثير، عدم امتلاك والدي لسيارة بعد ٥٠ سنة من العمل منذ سن العاشرة حملني بسهولة لنظريات فائض القيمة عند ماركس، ربما كان هذا سير العقل لكن سير الوجدان حمل معه تعلق بالزهد ومدح الجوع. اكتشفتُ في المراهقة أقوالًا أخرى عن الجوع في التراث الديني، كان أثر "ما متع غني إلا بما جاع به فقير" أحفر في الوجدان من نظريات فائض القيمة التي ساعدت فقط على إخراج مكنون الصدر في جمل منطقية متفلسفة، لكني لم أذق الجوع فعلًا إلا لاحقًا.

في منتصف المراهقة شاءت اﻷقدار ومعها مكتب التنسيق أن ألتحق بجامعة إقليمية في الصعيد، بجرة قلم وبعض مشاوير حكومية كان بإمكاني تعديل الترشيح لجامعة داخل القاهرة لكني مضيت في طريق الطالب المغترب، لحظة فاصلة أثرت في وعيي وتجاربي. ذهبت إلى الجامعة دودة كتب وقارئ للماركسية غير ملتحق بأي تنظيم، عرفت الجوع في شتاء وربيع متتاليين في أواخر سنوات الدراسة، كنت أسكن مع زميل يسافر أغلب الوقت وكانت نقود حوالات البريد تتأخر ﻷسباب كثيرة فأقضي أيام التأخير مفلسًا تمامًا، في ذلك الشتاء الجنوبي البعيد تأخرت فلوس إحدى الحوالات أيامًا كثيرة كنت أتسكع خلالها كل صباح ﻷتغلب على أرق الجوع، وفي بعض الصباحات كنت ﻻ أخجل من مد يدي في التراب المتراكم أمام بعض محلات اللب والفول السوداني لوضع ما وقع في الأرض من بعض ما حمصته في فمي، لقيمات أو أصغر بكثير كانت تدخل جوفي مثل وليمة لطيور البر. في الربيع التالي عرفت فترة أخرى من الجوع مع تباشير زرع برمهات عشت فيها أيامًا ﻻ يدخل فمي فيها سوى ترمس وشاي بنصف معلقة سكر، حالة مقاربة للإضراب عن الطعام مصحوبة بكثير من التأمل الذي ذكرني بأثر نور الحكمة الجوع.

في سنوات تالية عرفت الجوع الاختياري ومارسته، كنت أدخل فترات قصيرة من الانعزال وقلة الطعام، منذ ١٠ أعوام امتنعت عن أكل اللحوم والطيور مكتفيًا باﻷسماك وحدها التي امتنعت عنها مؤخرًا، دون دعاية إنترنتية خاوية عن النباتية كأسلوب حياة أكثر كَولنة. تصالحتُ مع صيام رمضان بوصفه طقسًا جماعيًا في فترة تأمل أكثر منه دينًا ومذهبًا، ظل إيماني بالجوع وبالزهد وبأفكار اليسار التي حملتها معي دون انتساب تنظيمي ضيق سوى فترة قصيرة. هذا الصباح خطر ببالي حكمة شعبية تصلح لحصد الإعجاب الوهمي في صفحات إنترنتية رديئة وتصلح للتأمل الطويل رغم ذلك، "اوعى تصدق حد ما جاعش واوعى تصدق حد اتعود على الشبع".

تذكرتُ الجوع بسبب جدل رأيته يوم أمس على طرفين، ضجيج إنترنتي ذكرني بسنوات لاحقة لاكتشافي الجوع، أيام معرفتي بيسار التنظيمات وأوساط وسط المدينة بكل تقسيماتها وتعليباتها، جدل متكرر كل عام بعد فض اعتصام رابعة، قرأت أسماء كنت أعرفها شاركت في التحريض، بعضها شبع من بعد جوع وتعود على الشبع. في الطرف اﻵخر لمع اسم أحد العابرين الراحلين الذي غاب عن ذاكرتي منذ عقد ويزيد، رأيته منذ أيام على الشاشة في دور مخبر في أحد اﻷفلام. تذكرت حين كنت أراه على المقهى وأجلس معه في بعض اﻷحيان، استرجعت أحاديثه عن التمثيل وسويسرا وسجائر الجيتان، كلمات غير مترابطة علقت بذاكرتي العشوائية. نسيت اسمه حتى علمت بموته ورأيت نعيه وكلمات غاضبة عن من يتاجر بموته من رفاق أفكار مفترضة تركوه للجوع وشبعوا.

الاثنين، 28 مايو 2018

سفر اﻷيام | الثلاثاء



الصبح الساعات بتسيح 

 

زي معلقة زبدة في طاجن فول

 

صوت زار جاي من بعيد

 

من ييجي ٧ عشرات من السنين

 

جدتي حمدة ماسكة الطنبورة

 

وأبويا فزعان من الكودية بيخرف

 

بيقول لستي "الحقيها دي تحت السرير هتخطفني"

 

ريحة خشب بيت جدتي التانية

 

وخطوط خيوط الضو نازلة على القدرة

 

لما بعتتني الصبح أجيب البليلة

 

من بعد تلاتين سنة

 

بيت الحسين راح وانهد 

 

جامع الست النبوية حواليه زحام

 

ما عرفتش فين طاهروني لما رحت وزرت

 

كبرت وشاب قلبي وهو شاب 

 

راحت مني ريحة  الضريح 

 

وريحة السمك البسارية

 

في الصبح الساعات بتسيح

 

وأنفاس أبويا هي الشيء الوحيد  

 

اللي بيقول إني لسة حي.

سفر اﻷيام | الاتنين

اﻻتنين دا كل اﻷحبة

 

عمري ما حانساه وﻻ أنا فاكره.

 

شريط أمير قديم بغلاف أصفر

 

جنب ديوان شعر من غير غلاف

 

والراديو طالع منه شمس اﻷصيل

 

طلع عليا النهار

 

والشمس ذَهَبت خصاص قلبي وشعر راسي

 

هايم عن الوجدان

 

من غير حبيب أناجيه 

 

أنا واللي أحبه يا نيل

 

ما نشبه لحد

 

هو مش موجود 

 

وأنا في المحبة فرد

 

كل اتنين بافتكره

 

أناجيه وهو غايب 

 

"تجلى على قلبي وقول لي 

 

إنت ربي في عُلاك وﻻ إنت على دي اﻷرض"

الأحد، 27 مايو 2018

سفر اﻷيام | اﻷحد

اسمه دا من الوحدة وﻻ عشان ما كان له حد.

 

في عصاريه تسكت الدنيا والطير يناجي الصمد.

 

صاجات عرقسوس من بعيد

 

تختلط مع عصافير العجوزة

 

تقطع سكون الصمت.

 

ندهة تايهة على شط النيل

 

ميكروباص معدي 

 

صاجه يغلي فوقه زيت قنديل.

 

عودي على ضهري

 

لو اتهز صدري بتنهيدة

 

يرن وتره جوا شنطته الخضرا.

 

يا رنة الوتر

 

يا صمت الشجر

 

يا رعشة صوت الطير وهو بيناجي

 

خلي ليا حد أشرب معاه ساعة عصاري

 

كوبايتين شاي وﻻ حتى نص فنجان قهوة

 

وﻻ تسيبنيش مصلوب في وحدتي 

 

وابعث قلبي بقيامة زي المسيح في ليلة اﻷحد.

 

 

السبت، 26 مايو 2018

سفر اﻷيام | السبت

السبت ثبت في المكان

قالوا في الكتاب دا يوم الراحة

مش يوم العمل

في شرفة الروح وقفت ودلدلت السبت.

نهاية اﻷسبوع اللي فات

وﻻ بداية اللي جاي

ما بقيتش عارف اﻷيام

وتايه في حيرة العدد.

ساعة العصاري أزرقت السما

ثم أصفرت بشمس حارقة

قبل الغروب خنقتها العوادم وبدأت تغمق.

إنت اللي كان

وﻻ اللي جاي؟

إنت المجدلية وﻻ البتول؟

وﻻ إنت يحيى الحصور وسالومي بكرة تنهي رحلتك.

الجمعة، 25 مايو 2018

قبل الاكتمال

قبل الاكتمال


الستة وتلاتين

سنك قبل الاكتمال بنقطة.

اجمع الستة والتلاتة تلاقي تسعة

فاضل لها واحد وتدخل خانة العشرات.

والستة للتلاتين خُمس

خمس خمسات رقوك زمان مع الحلبة والمغات.

كلهم تلاتة وتلاتين سنة و تلاتة

تلت قرن وزايد عليه تلت عشر.

تلت عشته بطولها وعرضها

وتلت عشته انحشر جوا القلب حشر.

تلات سنين اﻷولة موت والتانية فوت

والتالتة عدت أيامها بمشرط على ضهرك.

قبل الاكتمال نقطت روحك جواك نقط نقط

والقلب نور بنور غريب قام من مكانه اتنفض.

هي الحقيقة سراب وﻻ عنبر من فم الحبيب بيسرسب

الكلمتين أصلهم من سرب

والسرب طير جواه سر انشرب.

 


*التنسيق باستخدام الخط اﻷميري.

الجمعة، 20 أبريل 2018

البحر



حائط هو البحر/ أسمع النوارس تبكي/ إنها تلوح لنا- توماس ترانسترومر

ذلك البحر الذي يحمل ملحًا ورائحة يود عفنة، ربما هي مرارته، وربما هرموناته الذكورية، ينادي بها الصبايا، لتخلعن ما تبقى من لحمهن ويلقين بأنفسهن من فوق الزبد، إلى اليم العميق.

ما بداخل البحر، تلك الزرقة الرمادية، التي تغمره ويغمر بها العالم قبل بزوغ الشمس وبعد الغروب.

هو البحر، مرفأ أخير وهلاك أخير، فرار من الطوفان، وطوفان في الوقت نفسه.

هو البحر يا سيد، كنت تقف كثيرًا على شاطئه وتلوح للشمال حينًا، وللشرق حينًا، وتغني زوروني، زوروني كل سنة مرة، لكن السنوات لم تأتِ ولو لمرة.

هو ذلك البحر الممتد المسافر للبعيد، أهو الإله، أم مخلوق آخر من مخلوقات ذلك الرب المُحير، كل تلك الحيرة بداخل البحر.

كل تلك الأسئلة، ربما لولا أسئلته وحيرته الكبيرة
ربما لما كانت اليابسة.

قفر وخالِ ذلك البحر- ت.س.إليوت
وقبل أن يرى البحر، يحس المسافر بسرعة تدفق في الدم - خ.ل.بورخس

هو البحر، وريح الشتاء تعصف بسطحه، تروح، تروح ولا تعود.
هو ذلك البحر، العاشق الأبدي
المفارق الأبدي
يلثم صخوره في لحظة
ليفارقها في اللحظة التالية.

هو البحر
تشرق عنده الشمس
لتغيب.

أكتوبر ٢٠١٠ 

*التنسيق باستخدام الخط اﻷميري